يقول إنه لم يفقد الأمل قط ، لكن الأمر المؤكد أنه خلال العام ونصف العام الذي غاب فيه عن الملاعب ، اعتبر الكثيرون أن المدافع الأرجنتيني جابرييل ميليتو انتهى كلاعب كرة قدم. ولكنه اليوم بعد أن استعاد عافيته وسعادته ، دعم موقعه كلاعب مهم في برشلونة وبات يحلم بالسفر بعد شهرين من الآن إلى جنوب أفريقيا لخوض كأس العالم.
وقال اللاعب في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بمدينة برشلونة "لم أشك قط بقدرتي على العودة".
ويعد ميليتو /29 عاما/ أحد اللاعبين الذين يحظون باحترام زملائهم ، وأحد الأصوات القوية داخل الفريق. لكنه يتمتع أيضا باحترام جوسيب جوارديولا المدير الفني للفريق ، الذي يبرز "المميزات الإنسانية والرياضية" للاعب الأرجنتيني ، وهو ممن يودون أيضا رؤيته في جنوب أفريقيا.
وقال المدير الفني لأفضل أندية العالم من وجهة نظر الكثيرين "سيروقني ذلك ، أتمنى أن يشارك ، لكن ذلك يتعلق بدييجو مارادونا" المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني.
وخانت ركبتا ميليتو اللاعب خلال الأعوام الأخيرة. ودارت شكوك حول سلامة ركبته اليمنى مما دفع ريال مدريد إلى التراجع عن ضمه عندما كان على وشك التوقيع. كان ذلك عام 2003 ، وانتقل ميليتو إلى سرقسطة وتألق على مدى أربعة مواسم ، قبل أن ينتقل إلى برشلونة ، حيث بدا أن ضعف ركبتيه قد تأكد.
وقال خورخي فالدانو ، المسئول عن تراجع ريال مدريد عن الصفقة عام 2003 ، في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية في آب/أغسطس عام 2009 إنه "بمرور الأعوام ثبت للأسف أن ذلك التشخيص كان صحيحا". فميليتو لم يكن قد عاد إلى اللعب في ذلك الحين.
وقال اللاعب "لا أحب الدخول في جدل"، ويضيف "أعتقد أنه لا يجب حرمان أحد من حرية التعبير. فالجميع لديهم الحق ليدلوا بما يريدون. أنا ببساطة أعمل يوميا ، وأحاول لعب كرة القدم بأفضل شكل ممكن. بعد ذلك الزمن كفيل بكل شئ".
ويقول "إنني أستمتع كل يوم بقدرتي على اللعب والتدرب"، متابعا "كان كابوسا ممتدا وثقيلا وكذلك فترة التعافي ، التي استغرقت أطول مما نعتقد".
ويقول ميليتو إنه لا يشعر بأنه قائد: "القائد الوحيد للفريق الآن هو مدربنا ، ولدينا أيضا قائد هو بويول ، ثم هناك لاعبون يتمتعون بالخبرة".
لكن لا أحد في برشلونة ينسى الخطاب الذي ألقاه ميليتو على اللاعبين قبل مواجهة استوديانتيس دي لابلاتا الأرجنتيني في نهائي بطولة كأس العالم للأندية بالإمارات. حتى أن هناك أقاويل حول بكاء بعض اللاعبين قبل دخول الملعب وهو ما منحهم سادس لقب في الموسم في إنجاز غير مسبوق. لكن ميليتو يبقى على تواضعه.
ويقول "كان ذلك فقط لأن المنافس فريق أرجنتيني ، في نهائي بطولة عالمية ، وأنا كأرجنتيني أعرف جيدا ما تعنيه مباراة كتلك. كان الأمر يتعلق بنقل إحساسي ، ليس أكثر".
ورغم اجتهاد الفريق الأرجنتيني ، فإن برشلونة حسم الأمور بهدف قاتل بصدر ليونيل ميسي ، الهدف الذي لا يغفره حتى الآن العديد من الأرجنتينيين لأفضل لاعبي العالم ، وأحد أقرب أصدقاء ميليتو.
وقال المدافع "أنا أيضا احتفلت بذلك الفوز... هناك من يقومون بانتقاد أشياء لا تتمتع بالكثير من المنطق. ليو هو رقم واحد ، وسيكون عليه أن يتعايش مع ذلك. لكنه أمر مؤلم بعض الشئ أن يحدث في قلب بلادك ، أن يقوم أناس بانتقادك لأشياء لا معنى لها".
وأضاف "في الأرجنتين علينا الاستمتاع بأن لدينا لاعب مثل ليو ، وأن نكون ممتنين لذلك. لدينا لاعب في التاريخ هو دييجو (مارادونا) والآن لدينا ليو ، الذي أعتقد أنه سيكون الثاني. بدلا من كل هذه الانتقادات علينا أن نستمتع بالأمر ، وأن نشعر بأنه أرجنتيني منا. سيقدم بطولة رائعة في كأس العالم ، لأنني أعتقد أن منتخبنا سيفعل".
هل سيكون ميليتو أيضا واحدا من أفراد المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم؟ يرسم اللاعب وجها جادا ، ويحاول انتقاء كلماته.
ويقول "أنا أحاول الاستمتاع والاستفادة في المباريات التي ألعبها هنا في برشلونة ، وأن أقدم أفضل ما لدي ، وربما أحظى بذلك بفرصة كبيرة في اللعب في البطولة. وإذا لم يحدث ذلك فلا فارق على الإطلاق ، لأنني أعرف أن تحقيقه صعب في ظل اللاعبين الرائعين الذين تضمهم الأرجنتين".
ورغم أن مسئولين عديدين في برشلونة يعتبرون مشاركة ميليتو في جنوب أفريقيا مسألة مؤكدة ، فإن الأمر غير واضح لأن مارادونا لم يقم حتى بالاتصال باللاعب خلال وجوده في أسبانيا مؤخرا.
ويبرز ميليتو كثرة المهاجمين الجيدين الذين يضمهم المنتخب الأرجنتيني في الوقت الحالي ، ومن بينهم شقيقه دييجو هداف إنتر ميلان الإيطالي.
وقال اللاعب عن احتمالية مشاركته وشقيقه في كأس العالم "سيكون أمرا رائعا للغاية"، متجنبا في الوقت نفسه الحماس الشديد تجاه ذلك "أدرك أنني بقيت دون لعب لفترة طويلة ، وهذا يتسبب أحيانا في تقليص الفرص. لم أفقد الأمل ، لكنني كذلك لا أطمح إلى أكثر مما هو ممكن".